يُعتبر فيلم "عبروا في صمت" واحدًا من أبرز الأفلام المغربية التي لامست الوجدان الاجتماعي والسياسي في تسعينيات القرن الماضي، حيث تناول قضايا الصحافة، الفساد، والبحث عن الحقيقة وسط زمن يسوده الخوف والصمت. الفيلم يعكس واقعًا عاشه جيل كامل من المغاربة الذين واجهوا القمع بكلمة الحق، لكنه أيضًا رسالة أمل لمن يؤمن أن الصمت ليس نهاية الطريق.
قصة الفيلم
تدور أحداث الفيلم حول صحفي يُدعى سالم، شاب شجاع في منتصف الثلاثينيات من عمره، يؤمن بأن الكلمة قادرة على التغيير وأن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل رسالة للدفاع عن المظلومين وفضح الفساد. يقرر سالم نشر سلسلة من المقالات التي تفضح تلاعب بعض المسؤولين واستغلالهم للسلطة، فيجد نفسه في مواجهة مباشرة مع منظومة قوية تحاول إسكات صوته بكل الطرق.
ورغم الضغوط التي تمارس عليه — من إغراءات مالية، وتهديدات مبطنة، ومحاولات لتشويه سمعته — يرفض سالم أن يبيع قلمه. يصل الصراع إلى ذروته عندما تُدبَّر له مكيدة تؤدي إلى اعتقاله، ثم يختفي في ظروف غامضة. وفي النهاية، نكتشف أن النظام اختار أن «يعبر في صمت»، مطويًا صفحة رجلٍ صدح بالحق.
البعد الفني والإخراجي
أبدع المخرج في المزج بين الواقعية والدراما، مستخدمًا ألوانًا قاتمة لتصوير أجواء القمع، وموسيقى هادئة تثير مشاعر الحزن والتأمل. الإيقاع البطيء للأحداث يمنح المتفرج وقتًا للتفكير، بينما الأداء الصادق للممثلين يضفي عمقًا إنسانيًا على الشخصيات.

0 Comments